اليوم الدولي للتوعية بـ"تسونامي".. أمواج عملاقة تكشف عن انعدام المساواة بالعالم
يحتفل به في 5 نوفمبر من كل عام
بمزيد من أنظمة الإنذار المبكر، تواجه الأمم المتحدة مخاطر أمواج تسونامي على انعدام المساواة للفئات الضعيفة والمهمشة، لا سيما النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن.
ويحيي العالم، اليوم الدولي للتوعية بأمواج تسونامي، في 5 نوفمبر من كل عام، للحد من مخاطر الكوارث التي قد يواجهها القاطنون في المناطق المعرضة للخطر، للعمل على تقليل المخاطر.
وتسونامي هي سلسلة من الأمواج تصل سرعتها إلى 800 كم/ الساعة، وتنتج عن اضطرابات ضخمة ومفاجئة في قاع المحيط، وغالباً ما ترتبط بحركة الزلازل وثوران البراكين والانهيارات الأرضية.
وفي القرن الماضي، حدث 58 تسونامي فقط، لكنها أودت بحياة أكثر من 260 ألف شخص، حيث تتسبب كل كارثة في وفاة 4600 شخص في المتوسط، وهو ما يفوق أي خطر طبيعي آخر.
وأدى التسونامي في المحيط الهندي في ديسمبر 2004 إلى أكبر عدد من الوفيات في تلك الفترة، وتسبب في نحو 227 ألف حالة وفاة في 14 بلدا، حيث كانت إندونيسيا وسريلانكا والهند وتايلاند الأكثر تضررا.
ورغم أن موجات تسونامي نادرة الحدوث فإنها تشكل تهديدًا كبيرًا وخطورة خاصة على مجموعات معينة من الأشخاص، مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن.
والهدف الرئيس لليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي، هو إذكاء الوعي بشأن أهمية الحد من المخاطر والعواقب المدمرة التي تسببها هذه الموجات العملاقة، وتحسين استعداد المجتمع.
وتقول الأمم المتحدة إن الهدف من الاحتفال باليوم العالمي هو استكشاف العلاقة القائمة بين موجات تسونامي ومسألة غياب المساواة، كما تركز على تأثير غياب المساواة في زيادة خطورة أمواج تسونامي لبعض السكان، فضلا عن تسببها في زيادة فقر الضعفاء، وبالتالي تفاقم غياب المساواة.
مكافحة عدم المساواة
بدوره، نشر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة بهذه المناسبة لعام 2023 بعنوان "مكافحة عدم المساواة من أجل التكيف مع تحديات المستقبل".
وقال غوتيريش إن "أمواج تسونامي هي أشد أشكال الكوارث الطبيعية فتكا، حيث تكشف عن أوجه اللامساواة العميقة الجذور، وتُلحق أكبر الضرر بأشد الناس ضعفا وهم الأشخاص ذوو الموارد المحدودة الذين يعيشون في مجتمعات مهمشة، وأولئك الذين لحقتهم بالفعل آثار فوضى المناخ التي لم يتسببوا فيها، وحدوث نوبة من أمواج تسونامي قد يتردد صداها عبر الأجيال".
وأضاف: "اليوم لا يزال ثلث سكان العالم، معظمهم في أقل البلدان نموا والدول الجزرية الصغيرة النامية، غير مشمولين بنظم الإنذار المبكر التي تنذرهم مسبقا بحدوث نوبة من أمواج تسونامي.. الإنذار المبكر ينقذ الأرواح ويوفر فوائد مالية هائلة".
واستطرد قائلا: "تهدف مبادرة الأمم المتحدة (نظم الإنذار المبكر للجميع)، إلى حماية كل شخص على وجه الأرض بحلول عام 2027، الأولوية لاحتياجات أشد الناس ضعفا، وهذا يتطلب استثمارا قدره 3.1 بليون دولار من دولارات الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع المقبلة، أي نحو 50 سنتا لكل شخص يتم تغطيته، وهو مقابل ضئيل لحماية الناس كافة من مخاطر المناخ المتصاعدة بسرعة".
وأشار إلى أنه من خلال هدم الحواجز ومكافحة عدم المساواة ومعالجة أزمة المناخ، يمكن بناء القدرة على الصمود وضمان حصول الجميع على فرصة للازدهار، حتى في مواجهة أقوى تحديات الطبيعة.
واختتم غوتيريش كلمته، قائلا: "دعونا في اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي نلتزمْ بعدم ترك أي أحد خلف الركب عندما تحل أمواج تسونامي، ونعملْ معا لضمان مستقبل آمن ومزدهر للجميع".
الإنذار للجميع
وأكدت الحملة الأممية المسماة بـ"نظم الإنذار المبكر للجميع" أن الموت بسبب تلك الأمواج ليس أمرا حتميا، لأن الإنذار المبكر والاستعداد المبكر هما أداتان ناجعتان في حماية الناس وصون الأنفس والحيلولة دون تحول الأخطار إلى كوارث.
وقالت إنه ينبغي أن تشمل أنظمة الإنذار المبكر من أمواج تسونامي كل من يمكن أن يكون معرضا لمخاطرها، فضلا عن ضرورة أن تكون تلك الأنظمة قادرة على الإنذار من مخاطر متعددة، كما ينبغي أن تكون المجتمعات المعنية على أهبة الاستعداد لتستطيع التصرف بشكل سريع.
وكان اليوم العالمي للتوعية بأمواج تسونامي برعاية اليابان، التي اكتسبت على مر السنين خبرة كبيرة بسبب تجربتها المتكررة والمريرة في مجالات مثل الإنذار المبكر من وقوع تسونامي والعمل العام وإعادة البناء بشكل أفضل بعد وقوع الكوارث، بما يضمن الحد من الآثار المستقبلية.
وأسست الدول الأكثر تضررا من مخاطر أمواج تسونامي نظام المحيط الهندي للتحذير والتخفيف من الكارثة الطبيعية المدمرة، حيث يضم العشرات من محطات الرصد وتسجيل الزلازل ومستوى سطح البحر ونشر التنبيهات إلى مراكز معلومات التسونامي الوطنية.
الحد من المخاطر
وحذر نظام المحيط الهندي للإنذار من التوسع الحضري السريع والسياحة المتنامية في المناطق المعرضة للتسونامي، لأنه يشكل خطرا كبيرا على السكان، ما يجعل الحد من المخاطر أمرا صعبا.
ويمكن أن تتسبب ثوران البراكين والانهيارات الأرضية الغواصة، وتساقط الصخور الساحلية أيضا في تولد تسونامي، كما يمكن لكويكب كبير أن يؤثر على المحيط.
وتظهر موجات تسونامي في كثير من الأحيان كجدران من الماء ويمكن أن تهاجم الشاطئ وتصبح خطرة لعدة ساعات، مع قدوم موجات كل 5 إلى 60 دقيقة.
قد لا تكون الموجة الأولى هي الأكبر، ولكن غالبا ما تكون الموجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو حتى الموجات اللاحقة هي الأكبر، وبعد أن تفيض موجة واحدة، أو تفيض في المناطق البرية، فإنها تتراجع في اتجاه البحر في كثير من الأحيان بقدر ما يمكن للشخص أن يرى ذلك وبالتالي يصبح قاع البحر معرض للخطر أو مكشوفا.